رسالة الشيخ محمد عمرو بمناسبة الصوم الكبير
بمناسبة الصوم الكبير اتقدم من المسيحيين في العالم عامة واهلنا مسيحيين لبنان بصورة خاصة، باحر التبريك بحلول هذه الايام المقدسة التي اعادها الله علينا جميعا بعظيم بركته ومحبته، برسالة روحية ايمانية ببعدها الانساني الاجتماعي الوطني الجامع رغم الظروف القاهرة والصعبة التي يمر بها وطننا الغالي بجميع طوائفه وابنائه.
اليوم يعيش لبنان وطننا الحبيب، ازمة اقتصادية خانقة، وصراعات سياسية متشعبة، وامراض تنتشر بالعالم بسبب ابتعادنا عن المحبة، الا ان تجليات التعاليم السماوية والشرائع تساعدنا على علاج ازمات النفس كي نتجاوز الالم والصعاب، وان نتوحد ونتكاتف ونتضامن لما فيه خير الانسانية جمعاء.
الصوم المبارك هو لتهذيب الانسان وتذكيره انه “من التراب والى التراب يعود” ومع هذه التربية الروحية، يقف الغني امام ملكوت الله، ان صام ليشعر بعطش وجوع الفقير فتحنو روحه وترق طبيعته، ويتعاظم عطائه، ليبحث بكل قوته عن مفاصل البناء لقيام وطن تسوده الوحدة والالفة والتعايش للجميع.
ليكن الصوم الكبير المبارك بوابة عبور ايمانية وفكرية نحو المواطنة، بعيدا عن هذا الصراع الذي فرضته علينا ظروف ما يدور من حروب اقليمية، وحصار اقتصادي يستهدف وحدة شعب لبنان من اجل ضرب الاستقرار فيه، وتفتيت شعبه وتشتت حتى العائلة الواحدة.
ليكن الصوم الكبير رسالة عزيمة وقوة وثقة نخطها بمحبة جامعة، لنواجه من خلالها تحديات المرحلة الراهنة، وان نطهر الذات من شهواتها، كي لا نسمح لبعض الاصوات المليئة بالشرور ان تنال من هذه النعمة التي جمعتنا جنبا الى جنب وكتفا الى كتف ببناء لبناننا.
ان الصوم الكبير هو فرصة لتقديم الشكر لله على محبته التي هبطت علينا فكنا شعبا واحدا نعيش النور لننير للعالم لان “لبنان هو أكثر من وطن، أكثر من بلد أنه “رسالة”.
مباركة هذه الايام واسأل الله العلي العظيم ان تكون ايام خير على الجميع.
الشيخ محمد عمرو
مسؤول جبل لبنان والشمال
في حزب الله